G-75D3GN2N4P زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وتداعياتها: زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وتداعياتها: زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وتداعياتها: | كتبي ومقالاتي

القائمة الرئيسية

الصفحات

زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وتداعياتها:




                
زيارة ماكرون للجزائر



العلاقات المغربية الفرنسية:


 كان المغرب دوما يحتل المكانة العظيمة ,بالنسبة لحكومات قصر الإليزي المتعاقبة منذ فترة الإستعمار إلى يومنا
هذا.بحكم المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة بين الدولتين،والدور الذي تلعبه الجالية المغربية اليوم في إثراء 
الحقل السياسي الفرنسي ،خاصة الانتخابات الرئاسية.
لقد كان المغرب-عبر التاريخ- حليفا لها ,وفي نفس الوقت كان بالنسبة لفرنسا الوجهة الإستثمارية المفضلة.غير أنه 
في الآونة الأخيرة تغيرت موازين العلاقات كحل بينهما،على إثر الخلافات الدبلوماسية الحالية بين الدولتين.والتي كانت سببا  في فقد فرنسا ثقتها بالمغرب لأسباب وإتهامات وجهت له من طرفها .فالمغرب من وجهة نظر الإليزي أساء المعاملة لها، خاصة في عهد الرئيس الحالي (إيمنويل ماكرون) فلم تعد تلك العلاقات تسير في مسارها المعهود، خصوصا في الفترة الحالية ،مما جعل فرنسا تعيد النظر في علاقاتها مع المملكة ، لتغير وجهتها نحو الجارة المنافسة للمغرب،ونخص بالذكر الجزائر،مما أثار غضب المملكة وإشمئزازها ، وإعلان حالة طوارئ ضد فرنسا.


فيا ترى ماهي الأسباب الحقيقية التي أغضبت فرنسا ؟وجعلتها تحيي العلاقات من جديد مع الجزائر ؟


لعل ظهور قضية مايسمى "جهاز بيغاسوس" الإستخباراتي الصهيوني المصدر الذي من خلاله إتهمت فرنسا من خلاله المغرب  بالتجسس على رئيسها الحالي "ماكرون"،مما شكل منعطفا خطيرا في العلاقات بين البلدين .وهذا أمر لن تتساهل في 
أمره دولة لها وزن ثقيل في أوروبا ، مما جعل الإعلام الفرنسي يفضح لعبة بيغاسوس في كل وسائله الإعلامية .وجعل الحكومة الفرنسية تعيد النظر في 
علاقاتها مع المغرب ،حيث ظهرت أزمة تخفيض فرنسا نسبة طلبات التأشيرة للمغاربة إلى أكثر من خمسين في المائة,نهيك عن التحركات والإجراءت التي قام بها القضاء الفرنسي ضد المغرب.هذا الأخير الذي قام بدوره برفع دعوى قضائية مماثلة في المحاكم الفرنسية ضد صحف فرنسية مثل صحيفة "le monde"وغيرها.لكن كل هذه الأسباب لاتكفي لتفسيرأسباب توتر وبرودة العلاقات بين فرنسا والمغرب.
ومما زاد الطين بلة هو عزم الرئيس الفرنسي زيارة دولة الجزائر الجار المنافس للمغرب،حيث تم عقد إتفاقيات بين فرنسا والجزائر وفقا لمصالح مشتركة 
بينهما.وهذا مافرضته الحرب الروسية الأوكرانية.
مما غير موازين المصالح بين الدول ،فكل دولة أصبحت تبحث عن مصالحها الخاصة بعيدا عن أسلوب المجاملة بين الدول .وهذا ماحصل مع المغرب وفرنسا ،رغم العلاقات المتوترة بينهما .
فلعل حاجة أوروبا إلى الغازومصادر الطاقة والمحروقات ،فكرت أوروبا بالعودة إلى عهد إستنزاف ثرواث مستعمراتها لتحن إلى الماضي الإستعماري من جديد،بلسان قائدها الفارس "إيمانويل ماكرون" الذي لم تكن نيته تقديمالإعتذار للجزائريين وفاءا وتقديرا لشهدائها الأبرار! لكن كل مافي الأمرإحياء علاقات  النفط والغاز الحميمية.


فماذا عن زيارة ماكرون للجزائر؟


إن الغاية الأساس من الزيارة السياسية التي قام بها الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون"للجزائر,هي تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين،و التي تهم مجالات عدة : الصحة الزراعة ,العلوم والثقافة ،الأمن، الاقتصاد والطاقة بما فيها إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو فرنسا وأوروبا,وجعله بديلا للغاز الروسي خصوصا خلال الأزمة الحالية. 
فروسيا  تهدد أوروبا بقطع الغار عنها بسبب العلاقات المتوترة بينهما.فمن خلال هذه الزيارة فإن الرئيس الفرنسي أعطى نمط حياة للعلاقة بين الجزائر وفرنسا بعد جمودها بين الدولتين،مؤكداعلى أن هذه العلاقة ستظل قائمة لارجعة فيها.لأنها تخدم مصلحة البلدين!!!
وقد توجت هذه العلاقات بعدة إتفاقيات بين الدولتين:
حيث تم يوم السبت السابع والعشرين من شهر غشت 2022-09-01 ,عقد علاقات ديناميكية بين البلدين تهم كل 
المجالات المذكورة سالفا.وقد ركز الرئيس الفرنسي على فئة الشباب من حيث العمل على تطوير قدراتهم البدنية، والإبداعية خاصة في المجال الرقمي ، السمعي البصري والفني(السينما خاصة)
ومن أجل إنجاح ذلك تم تخصيص دعم لهذه الفئة بقيمة 100مليون يورو.

ومجمل القول أنه رغم ماحضيت به الجزائرمن إتفاقيات ثمينة مع فرنسا،مقابل الغاز.
إلا أنها لم تحض بإعتذار رسمي من الرئيس ماكرون للفترة الإستعمارية الفرنسية للجزائر. بل إكتفى بتسخين العلاقة بين البلدين بكم من الوعود و 
الإتفاقيات.خفض الضغط الذي سببه الغاز الروسي.

السؤال المطروح لولا الغاز الجزائري هل كان الرئيس الفرنسي ,سيعقد الرحال كرها أو طوعا نحو دولة الجزائر؟

 


 

                                                                                     

                                                           




تعليقات